حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «الْكَلْبُ وَالْبَازِي كُلُّهُ وَاحِدٌ، لَا تَأْكُلْ مَا أَكَلَ مِنْهُ مِنَ الصَّيْدِ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ ذَكَاتَهُ فَتُذَكِّيَهُ» قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْبَازِي يَنْتِفُ الرِّيشَ؟ قَالَ: فَمَا أَدْرَكْتَهُ وَلَمْ يَأْكُلْ، فَكُلْ قَالَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَقَالَ آخَرُونَ: تَعْلِيمُ كُلِّ جَارِحَةٍ مِنَ الْبَهَائِمِ وَالطَّيْرِ وَاحِدٌ، قَالُوا: وَتَعْلِيمُهُ الَّذِي يَحِلُّ بِهِ صَيْدُهُ أَنْ يُشْلَى عَلَى الصَّيْدِ فَيُسْتَشْلِي وَيَأْخُذَ الصَّيْدَ، وَيَدْعُوهُ صَاحِبُهُ فَيُجِيبُ، أَوْ لَا يَفِرُّ مِنْهُ إِذَا أَخَذَهُ. قَالُوا: فَإِذَا فَعَلَ الْجَارِحُ ذَلِكَ كَانَ مُعَلَّمًا دَاخِلَا فِي الْمَعْنَى الَّذِي قَالَ اللَّهُ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] قَالُوا: وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ تَعْلِيمِ ذَلِكَ أَنْ لَا يَأْكُلَ مِنَ الصَّيْدِ، قَالُوا: وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ شَرْطِهِ وَهُوَ يُؤَدَّبُ بِأَكْلِهِ؟
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، أَوْ سَعْدٍ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ عَلَى صَيْدٍ، -[١١٦]- وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَأَكَلَ ثُلُثَيْهِ وَبَقِيَ ثُلُثُهُ، فَكُلْ مَا بَقِيَ»