ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: ٢٧] الَّذِينَ يَتَّقُونَ الشِّرْكَ " وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْقُرْبَانِ فِيمَا مَضَى، وَأَنَّهُ الْفُعْلَانُ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: قَرَّبَ، كَمَا الْفُرْقَانُ: الْفُعْلَانُ مِنْ فَرَّقَ، وَالْعُدْوَانُ مِنْ عَدَا. وَكَانَتْ قَرَابِينُ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ قَبْلَ أُمَّتِنَا كَالصَّدَقَاتِ وَالزَّكَوَاتِ فِينَا، غَيْرَ أَنَّ قَرَابِينَهُمْ كَانَ يُعْلَمُ الْمُتَقَبَّلُ مِنْهَا وَغَيْرُ الْمُتَقَبَّلُ فِيمَا ذُكِرَ بِأَكْلِ النَّارِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهَا وَتَرْكِ النَّارِ مَا لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهَا. وَالْقُرْبَانُ فِي أُمَّتِنَا: الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ: مِنَ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالصَّدَقَةِ عَلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، وَلَا سَبِيلَ لَهَا إِلَى الْعِلْمِ فِي عَاجِلٍ بِالْمُتَقَبَّلِ مِنْهَا وَالْمَرْدُودِ.
وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ، أَنَّهُ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: -[٣٢٨]- مَا يُبْكِيكَ، فَقَدْ كُنْتَ وَكُنْتَ؟ فَقَالَ: يُبْكِينِي أَنِّي أَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: ٢٧] حَدَّثَنِي بِذَلِكَ، مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: ثني سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ عَامِرٍ وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: قُرْبَانُ الْمُتَّقِينَ: الصَّلَاةُ