وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: ٢٥]، إِذْ كَانَ الْكِفَاتُ غَيْرَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ. وَكَذَلِكَ الْجَزَاءُ، لَوْ كَانَ غَيْرَ الْمِثْلِ لَاتَّسَعَتِ الْقِرَاءَةُ فِي الْمِثْلِ بِالنَّصْبِ إِذَا نُوِّنَ الْجَزَاءُ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ ضَاقَ فَلَمْ يَقْرَأْهُ أَحَدٌ بِتَنْوِينِ الْجَزَاءِ وَنَصْبِ الْمِثْلِ، إِذْ كَانَ الْمِثْلُ هُوَ الْجَزَاءَ، وَكَانَ مَعْنَى الْكَلَامِ: وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَعَلَيْهِ جَزَاءٌ هُوَ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي صِفَةِ الْجَزَاءِ، وَكَيْفَ يَجْزِي قَاتِلُ الصَّيْدِ مِنَ الْمُحْرِمِينَ مَا قَتَلَ بِمِثْلِهِ مِنَ النَّعَمِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَنْظُرُ إِلَى أَشْبَهِ الْأَشْيَاءِ بِهِ شَبَهًا مِنَ النَّعَمِ، فَيُجْزِيهِ بِهِ وَيَهْدِيهِ إِلَى الْكَعْبَةِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ﴾ [المائدة: ٩٥] قَالَ: «أَمَّا جَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ، فَإِنْ قَتَلَ نَعَامَةً أَوْ حِمَارًا فَعَلَيْهِ بَدَنَةٌ، وَإِنْ قَتَلَ بَقَرَةً أَوْ أَيِّلًا أَوْ أَرْوَى فَعَلَيْهِ بَقَرَةٌ، أَوْ قَتَلَ غَزَالًا أَوْ أَرْنَبًا فَعَلَيْهِ شَاةٌ، وَإِنْ قَتَلَ ضَبًّا أَوْ حِرْبَاءَ أَوْ يَرْبُوعًا فَعَلَيْهِ سَخْلَةٌ قَدْ أَكَلَتِ الْعُشْبَ وَشَرِبَتِ اللَّبَنَ»