حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا﴾ [الأنعام: ١٢٣] قَالَ: «عُظَمَاءَهَا»
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «نَزَلَتْ فِي الْمُسْتَهْزِئِينَ». قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا﴾ [الأنعام: ١٢٣] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾ [الأنعام: ١٢٤] «بِدِينِ اللَّهِ وَبِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ» وَالْأَكَابِرُ: جَمْعُ أَكْبَرَ، كَمَا الْأَفَاضِلُ: جَمْعُ أَفْضَلَ. وَلَوْ قِيلَ: هُوَ جَمْعُ كَبِيرٍ، فَجَمْعُ أَكَابِرَ، لِأَنَّهُ قَدْ يُقَالُ أَكْبَرُ، كَمَا قِيلَ: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ [الكهف: ١٠٣]، وَاحِدُهُمُ الْخَاسِرُ لَكَانَ صَوَابًا. وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ سَمَاعًا: الْأَكَابِرَةُ وَالْأَصَاغِرَةُ، وَالْأَكَابِرُ وَالْأَصَاغِرُ بِغَيْرِ الْهَاءِ عَلَى نِيَّةِ النَّعْتِ، كَمَا يُقَالُ: هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْعَرَبُ بِمَا جَاءَ مِنَ النُّعُوتِ عَلَى (أَفْعَلَ) إِذَا أَخْرَجُوهَا إِلَى الْأَسْمَاءِ، مِثْلُ جَمْعِهِمُ الْأَحْمَرَ وَالْأَسْوَدَ: الْأَحَامِرَ وَالْأَحَامِرَةَ، وَالْأَسَاوِدَ وَالْأَسَاوِدَةَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر الكامل]