وفي تفسيره لقوله تعالى ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ {٣٥﴾ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٦﴾ فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ﴿٣٧﴾ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٨﴾ فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ ﴿٣٩﴾ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٤٠﴾ } يبين وجه كون ذلك الوعيد بالعذاب الشديد نعمة فيقول: [ ﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾ فإن من جملتها ما في هذا التهديد والتخويف من حسن العاقبة بالإقبال على الخير والإعراض عن الشر] ٠ (١)
وبهذه النماذج التي سقناها من تفسير الشوكاني يتبين لنا رجوعه إلى السياق العام للآيات مستعينا به على فهم المعنى أو استبعاد رأي ضعيف أو الترجيح بين الآراء أو لإظهار حكمة أو لدفع إيهام أو للوقوف على روعة النظم وجمال النسق، وفي هذا ما يدل على إدراك الشيخ للتناسب بين الآيات، وتعويله عليه خلافا لما ذكره في مقدمة كتابه من الإنكار على من عني بهذا العلم وساهم فيه، وفي هذا أبلغ رد على موقفه، فتفسيره حافل بها.
الخاتمة
خلاصة البحث ونتائجه
كتاب " فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير " لصاحبه الإمام الشوكاني: من روائع كتب التفسير ومن أصولها الجامعة فقد اشتمل على التفسير بالرواية كما اشتمل أيضا على التفسير بالدراية
(التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي.
ذهب الشوكاني في تفسيره إلى أن البحث في علم المناسبات ضرب من التكلف، وأنه لا فائدة منه، وأنه من التكلم بمحض الرأي المنهي عنه ونعى على البقاعي وغيره عنايتهم بهذا العلم.