الثاني: أن يكون حرف المد آخر كلمة، والهمز أول كلمة أخرى، نحو ﴿بما أنزل﴾، ﴿قالوا آمنا﴾، ﴿في أنفسهم﴾ ونحو ذلك.
وهذا القسم يسمى منفصلاً، وللقراء في مده أربع مراتب، ثم القصر، وهو حذف المد العرضي.
وأما التشديد فعلى قسمين: لازم وعارض.
فمد اللازم واجب بلا خلاف، نحو: ﴿دابة﴾، و ﴿أتحاجوني﴾، و ﴿هاتين﴾ في مذهب المشدد، ونحوه.
واختلف أهل الأداء في مقدار مد هذا وبابه، فقال قوم هو دون ما مد للهمز، أي طول مد عاصم لا حمزة، وهذا اختيار أبي الحسن السخاوي.
وقال آخرون هو أطول ما مد للهمز [وهو اختيار مكي وغيره، وقال قوم في قدر ما مد للهمز]، وهذا اختيار عثمان بن سعيد، وهو ظاهر كلام كثير من مصنفي كتب القراءات.
قلت: وهذه الأقوال حسنة، واختياري التفعيل، ففي نحو ﴿أتحاجوني﴾ و ﴿هاتين﴾ مذهب أبي عمرو، وفيما سكونه لازم غير المشدد، نحو (ن، م، س، ل) في فواتح السور، مذهب مكي.
وفيما سكونه عارض للوقف، نحو ﴿نستعين﴾، ﴿كارهون﴾ ﴿أنصار﴾ مذهب السخاوي.