(شهيداً) ليس من التام، وهو متعلق بما بعده معنى، لأن المعنى: فكيف يكون حالهم إذا كان هذا، ﴿يومئذ يود الذين كفروا﴾ فما بعده متعلق بما قبله، والتمام (حديثاً) لأنه انقضاء القصة، وهو آخر الآية الثانية، وقد أمر النبي ﷺ أن يقطع عليه دونه، مع تقارب ما بينهما، فدل ذلك دلالة واضحة على جواز القطع على الكافي.
مثال ذلك قوله تعالى: ﴿والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك﴾ هذا كلام مفهوم كاف، والذي بعده كلام مستقل مستغن عما قبله في اللفظ، وإن اتصل به في المعنى.
والكافي يتفاضل أيضاً في الكفالة كتفاضل التام، فمن المقاطع التي بعضها أكفى من بعض قوله تعالى: ﴿وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم﴾ القطع [على ﴿بكفرهم﴾ كاف و ﴿إن كنتم مؤمنين﴾ أكفى منه، وكذا القطع على] ﴿ربنا تقبل منا﴾ كاف، ﴿إنك أنت السميع العليم﴾ أكفى منه.
وقد يكون القطع كافياً على قراءة، ويكون موضع القطع موصولا على أخرى، كقوله: ﴿ويكفر عنكم من سيئاتكم﴾ من قرأ بالرفع قطع على قوله: {فهو خير