تعالى للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: (شهدنا).
وقال قوم: الوقف على (شهدنا) على معنى بلى شهدنا أنك ربنا، وهذا بعيد لأن (أن) تبقى لا ناصب لها، وهي متعلقة بـ (شهدنا) أو بـ (أشهدهم).
وفي النحل موضعان ﴿من سوء بلى﴾ وقف حسن عند الداني ومكي، قال مكي: وهو قول نافع، لأنها جواب للنفي الذي قبلها، وهو قولهم: ﴿ما كنا نعمل من سوء﴾ أي ما كنا نعصي الله في الدنيا.
﴿لا يبعث الله من يموت بلى﴾ أجاز الوقف عليها نافع ومكي والداني، لأنها رد للنفي الذي قبلها، ثم يبتدأ ﴿وعداً عليه حقاً﴾ بمعنى وعدهم الله ذلك وعداً حقاً، قال مكي: ولا يجوز الابتداء ببلى لأنها جواب لما قبلها.
وفي سبأ موضع ﴿وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم﴾ قد أوضحت الكلام على هذا الموضع وبسطته في كتاب (التوجيهات)، لكن نذكر هنا بعض شيء، فنقول: قال نافع: الوقف عليها تام، وهو كاف على قراءته، لأنه يرفع (عالم) وكذا ابن عامر، فمن قرأ بالرفع على (لتأتينكم)، وبالخفض وقف على (بلى) لأنها رد لنفي الساعة،


الصفحة التالية
Icon