مخاطبة اليهود وإلى أن الغلبة تقع على المشركين بعد يوم أحُد، وذلك
أن النبي صلى الله عليه لما هزم المشركين يوم بدر قال اليهود: هذا
النبي الذي لا تُرَد لهُ راية، فلما نُكِب المسلمون يوم أحد كذبوا ورجعوا، فأنزل الله تبارك وتعالى: يا محمد قل لليهود: سيغلب المشركون ويحشرون إلى جهنم.
فليس في هذا المعنى إلا الياء.
قال الفراء: وَمَنْ قَرَأَ بالتاء جعل اليهود والمشركين كأنهم شيء
واحد داخلين في الخطاب، فيجوز على هذا المعنى ستغلبون بالياء والتاء.
وهذا كما تقول في الكلام: قل لعبد الله إنه قائم وإنك قائم.
وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: الاختيار عندنا بالياء
لأنه جلَّ وعزَّ خاطب اليهود، وأخبر أن مشركي أهل مكة سيغلبون، والتفسير عليه.