ومن قرأ (وَلِبَاسَ التَّقْوَى) فنصب. عطفَه على قوله (وَرِيشًا).
والمعنى: أنزلنا عليكم وَلِبَاسَ التَّقْوَى، وهذا كله قول أبي اسحاق
النحوي.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ... (٣٢).
قرأ نافع وحده (خَالِصَةٌ) رفعا،
وقرأ البَاقون (خَالِصَةً) نصبا.
قال أبو منصور: من رفع فقال (خَالِصَةٌ) فهي على أنه خبر بعد
خبر، كما تقول: زيد عاقل لبيب،
المعنى: قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة.
أراد جلَّ وعزَّ أنها حلالٌ للمؤمنين،
يعني: الطيبات من الرزق ويشركهم فيها الكافر، وأَعْلمَ أنها تخلص
للمؤمنين في الآخرة لا يشركهم فيها كافِر.
وَمَنْ قَرَأَ (خَالِصَةً) بالنصب نصبها على الحال، على أن العامل في
قوله (في الحياة الدنيا) في تأويل الحال، كأنك قلت: هي ثابتة للمؤمنين
مستقرة في الحياة الدنيا (خَالِصَةً) يوم القيامة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (٣٨).
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ) بالياء،
وقرأ الباقون بالتاء.