قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (تَلْقَفُ) فهو من لقَفتُ الشيء ألقَفُه لقْفا،
وهو: أخذ الشيء بحذق في الهواء. ورجلٌ ثَقْفٌ لقْفٌ، إذا كان حاذقًا،
وبعضهم يقول: ثَقِفٌ لقِفٌ.
وَمَنْ قَرَأَ (تَلَقَّفُ) فمعناه: تلتَهِمُ العِصي والحِبال التي تُخُيِّلتَْ بِسِحر السحرة أنها حيات، ولم تكن بحيات، وتَلقَفْتَ الشيء تلقفا وتزقفته تزقفًا،
إذا أخذته في الهواء.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ... (١٢٣).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب (ءامنتم) بهمزة
مطولة على الاستفهام، ومثله في سورة طه والشعراء
ورَوَى قُنْبل عن ابن كثير (قَالَ فِرْعَونُ وامَنتُمْ) بواو بعد النون
وألف مقصورة بعد الواو، وفي طه (آمَنْتُمْ) على لفظ الخبر، وفي
الشعراء "ءامنتم " مثل أبي عمرو، قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي
"أآمنتم" بهمزتين، الثانية ممدودة، هذه رواية الأعشى عن أبي بكر عن
عاصم، ولايذكرها يحيى ولا غيره عن أبي بكر إلا الأعشى.
وقرأ عاصم (آمَنْتُمْ) على لفظ الخبر في الثلاثة المواضع، وكذلك
روى ورش عن نافع مثل حفص، وروى هُبَيرَة عن حفص في الشعراء
بهمزتين.


الصفحة التالية
Icon