قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والحضرمي (بَيْنَ الصُّدُفَيْنِ) بضم الصاد
والدال، وقرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي (الصَّدَفَيْنِ) بفتح الصاد والدال، وقرأ أبو بكر عن عاصم (الصُّدْفَيْنِ) بضم الصاد وسكون الدال.
قال أبو منصور: من سكَّن الدال خَفف الضمتين، كما يقول: الصُّحْفُ
والصُّحُفُ والرُسْلُ والرسُل.
والصُّدْفان والصُّدُفان: ناحِيَتَا جَبَلَيْن بينهما طريق.
فناحيتاهما يتقابلان.
وصادفْتُ فلانًا، إذا قابلته.
والصّدف والصَّدْفة: الجانب والناحِية.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قال آتُوني)
قرأ حمزة (قال ائتُوني) قصرًا.
وقد روي عن يحيى عن أبي بكر مثل قراءة حمزة.
وقرأ الباقون (قال آتُوني). وكذلك قُرِئت على أصْحاب عاصم بالمدِّ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فما اسْطَاعوا أنْ يظْهرُوه (٩٧)
قرأ حمزة وحده (فما اسْطَّاعُوا) مشددة على معنى: استطاعوا، وفيه جمع
بين ساكنى، وهما: السين والتاء المدغمة في الطاء.
قال أبو إسحاق: (فَما اسْطاعوا) بغير تاء، أصلها: استطاعوا بالتاء،
ولكن التاء والطاء من مخرج واحد، فحذفت التاء لاجتماعهما، وليَخِفَّ
اللفظ.