قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (مَنْسِكًا) جعله اسمًا، فمن جعله من نَسَكَ يَنْسِكُ
فلا سؤال فيه، ومن جعله من نَسَكَ يَنْسُكُ عدَّه في الحروف التي جاءت
على (مَفْعِل) من باب (فَعَلَ يَفْعُلُ) نحو: المْطلِع، والمشرِق، والمغرِب، والمفرِق.
وَمَنْ قَرَأَ (مَنْسَكًا) فهو القياس في هذا الباب مصدرًا كان أو اسمًا؛ لأن أكثر
الكلام في (المفعَل) الذي يكون من باب (فَعَلَ يَفْعُلُ) يجيء بفتح العين مثل:
المَحْضَر، المَقْعَد، المَخْرَج، إلا ما شَذَّ عنه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ (٣٧)
قرأ يعقوب وحده (لَنْ تَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ تَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) بالتاء في الحرفين.
وقرأ الباقون بالياء فيهما.
قال أبو منصور: إذا تقدم فعل الجماعة فأنت بالخيار إن شئت أنَّثْتَ وإن
شئت ذكَّرْت.
فمن ذكَّره ذهب به إلى الجمع وهو مذكر، ومن أنَّثَ ذهب
به إلى الجماعة وهى مؤنثة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا (٣٨)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (إن الله يَدْفَعُ) بغير ألف.
وقرأ الباقون (يُدافِعُ) بألف.