قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (مَنْزِلاً) فهو موضع النزول، من نَزَل يَنْزِلُ.
وَمَنْ قَرَأَ (مُنزَلاً) فله وجهان:
أحدهما: مصدر أنزله إنزالاً ومُنْزَلاً.
والوجه الثاني: الموضع الذي ينزلون فيه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (رُسُلَنَا تَتْرَا.. (٤٤)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (تَتْرًا) منونة، ووقفا بألف.
وقرأ الباقون (تَتْرَا) غير منونة.
ووقف حمزة والكسائي بياء.
قال أبو منصور: قال أبو العباس: مَنْ قَرَأَ (تَتْرًا) فهو مثل شكوت شكوى،
و (تَتْرًا) كان في الأصل: وتْرَا: فقلبت الواو تاء، فقيل: تَتَرتُ تَتْرًا.
قال وهكذا قال أبو عمرو، وهو من (تَتِرْتُ).
قال أبو العباس: وَمَنْ قَرَأَ (تَتْرَا) فهو على (فَعْلى)، كقولك شكوتُ شكوَى، غير منونة؛ لأن فَعْلى لا تنون، ونحو ذلك.
قال أبو إسحاق مَنْ قَرَأَ بالتنوين فمعناه: وَترًا، فأبدل التاء من الواو،
كما أبدلت في: تَوْلَجُ وتُرَاث، أصلهما: وَوْلَج ووُرَاث.
وَمَنْ قَرَأَ (تَتْرَا) فهو ألف التأنيث..
وأخبرني المنذري عن ابن فهم عن محمد بن سلام قال: سألت يونس عن
قوله: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا) ؟
قال: منقطعة متفاوتة، وجاءت الخيل تترا، إذا جاءت متقطة، وكذلك الأنبياء بين كل نبيين دهر طويل.
وقال أبو هريرة: