وقوله جلَّ وعزَّ: (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢)
وقوله: (لِسَبَإٍ فِي مَسَاكَنِهِمْ).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (لسبأَ) غير مُجرى، بفتح الهمزة في الموضعين.
وقرأ الباقون (لِسَبَإٍ) و: (مِنْ سَبَإٍ) بالتنوين.
قال أبو منصور: وروي عن أبي عمرو أنه سُئل: لِمَ لم تُجْرِ سَبَأ؟
فقال لا أجرِ لأني لا أدري ما هو، والعرب إذا سمت بالاسم المجهول لم تُجره. ومن أجرى (سبأ) جعله اسم رجل.
وقال أبو إسحاق النحوي: من لم يصرف (سبأ) جعله اسم مدينة،
ومن صرفه جعله اسم رجل.
قال: والأسماء حقها الصرف،
وإذا لم يُعلم الاسم أللمذكر أم للمؤنث فحقه الصرف حتى يُعلم أينصرف أم
لا ينصرف؛ لأن أصل الأسماء الصرف، وكل ما لا يصرف فهو يصرف في الشعر.
قال: وأما الذين قالوا: إن (سَبَأ) اسم رجل فغلط لأن سبأ اسم مدينة، تعرف بمأربَ من اليمن، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام، وأنشد بيت الجعدي.