قال الفراء: من رفع فإنما يرفع بالصفة لقوله: (فى الحياة الدنيا)،
وينقطع الكلام عند قوله: (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا)، ثم قال: ليس
مودتكم تلك الأوثان بشىء، إنما مودة ما بينَكم في الحياة الدنيا، ثم ينقطع.
قال: ومن نصب أوقع عليها الاتخاذ، إنما اتخذتموها مودة بينكم في الدنيا.
قال: وقد يكون رفعًا على أن تجعلها خبرًا لـ (مَا)، وتجعل (مَا) على جهة
(الذين)، كأنك قلت: إنَ الذين اتخذتموهم أوثانا مودةُ بينكم، فيكون
(المودة) كالخبر، ويكون رفعها على ضمير [هى] كقوله جلَّ وعزَّ:
(لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ) ثم قال (بَلَاغٌ)
أي: هذا بلاغ، وذلك بلاغ.
وقال أبو إسحاق: مَنْ قَرَأَ (مودةَ بينِكُمْ) بالفتح والإضافة أو قرأ
(مودةً بينكم) بالنصب في (مودة) من جهة أنها مفعول بها، أي: لتخذتم هذا
بمودة.
وقال في الرفع كما قال الفراء..
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ (٢٨)
قرأ ابن كثير ونافع ويعقوب وابن عامر وحفص (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ) بغير استفهام.
وقرأ أبو عمرو (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ) مستفهمًا.
وقرأ الباقون (أَئِنَّكُمْ) يستفهمون بهما جميعًا.