قد تصنع لأبواب الصنعة حتى حشي جميع شعره منها واجتهد أن لا يفوته بيت إلا وهو يملؤه من الصنعة كما صنع أبو تمام في لاميته

متى أنت عن ذهلية الحي ذاهل وصدرك منها مدة الدهر آهل
تطل الطلول الدمع في كل موقف وتمثل بالصبر الديار المواثل
دوارس لم يجف الربيع ربوعها ولا مر في أغفالها وهو غافل
فقد سحبت فيها السحاب ذيولها وقد أخملت بالنور تلك الخمائل
تعفين من زاد العفاة إذا انتحي على الحي صرف الأزمة المتماحل
لهم سلف سمر العوالي وسامر وفيهم جمال لا يغيض وجامل
ليالي أضللت العزاء وخزلت بعقلك آرام الخدور العقائل
من الهيف لو أن الخلاخيل صيرت لها وشحا جالت عليه الخلاخل
مها الوحش إلا أن هاتا أوانس قنا الخط إلا أن تلك ذوابل
هوى كان خلسا إن من أطيب الهوى هوى جلت في أفيائه وهو خامل
ومن الأدباء من عاب عليه هذه الأبيات ونحوها على ما قد تكلف فيها من البديع وتعمل من الصنعة فقال قد أذهب ماء هذا الشعر ورونقه وفائدته


الصفحة التالية
Icon