المراد بالناس هنا فقال ابن عباس وغيره هو النبي صلى الله عليه و سلم والفضل النبوءة فقط والمعنى فلم يخصونه بالحسد ولا يحسدون آل إبراهيم في جميع ما آتيناهم من هذا وغيره من الملك وقال قتادة الناس هنا العرب حسدتها بنو إسرائيل في أن كان النبي صلى الله عليه و سلم منها والفضل على هذا التأويل هو محمد صلى الله عليه و سلم قال أبو عمر بن عبد البر وقد ذم الله قوما على حسدهم فقال أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ثم حدث بسنده عن عمرو ابن ميمون قال لما رفع الله موسى نجيا رأى رجلا متعلقا بالعرش فقال يا رب من هذا فقال هذا عبد من عبادي صالح إن شئت أخبرتك بعمله فقال يا رب أخبرني فقال كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ثم حدث أبو عمر بسنده عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وذكر عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يسلم منهن أحد الطيرة والظن والحسد قيل فما المخرج منهن يا رسول الله قال إذا تطيرت فلا ترجع وإذا ظننت فلا تحقق وإذا حسدت فلا تبغ انتهى من التمهيد وقوله تعالى فمنهم من آمن به اختلف في الضمير من به فقال الجمهور هو عائد على القرآن الذي في قوله تعالى ءامنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فأعلم الله سبحانه أن منهم من آمن كما أمر فلذلك ارتفع الوعيد بالطمس ولم يقع وصد قوم ثبت الوعيد عليهم في الآخرة بقوله سحبانه وكفى بجهنم سعيرا وقيل هو عائد على إبراهيم عليه السلام وقيل هو عائد على الفضل الذي آتاه الله النبي عليى السلام والعرب على ما تقدم وقوله تعالى إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا الآية لما تقدم في الآية وصف المردة من بني إسرائيل وذكر أفعالهم وذنوبهم


الصفحة التالية
Icon