كان عاهد أن يفعله ثم غدر في عهده وقوله تعالى كأن لم يكن بينكم وبينه مودة التفاتة بليغة واعتراض بين القائل والمقول بلفظ يظهر زيادة في قبح فعلهم وقال الزجاج قوله كأن لم يكن بينكم وبينه مودة مؤخر وإنما موضعه فإن أصابكم مصيبة قال ع وهذا ضعيف لأنه يفسد فصاحة الكلام قال ص وقوله فأفوز بالنصب هو جواب التمني انتهى وقوله تعالى فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة الآية هذا أمر من الله سبحانه للمؤمنين بالجهاد ويشرون هنا معناه يبيعون ثم وصف سبحانه ثواب المقاتلين والأجر العظيم الجنة وقوله تعالى وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله الآية ما استفهام والمستضعفين عطف على اسم الله عز و جل أي وفي سبيل المستضعفين لاستنقاذهم ويعني بالمستضعفين من كان بمكة تحت إذلال كفرة قريش وفيهم كان صلى الله عليه و سلم يقول اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين والولدان عبارة عن الصبيان والقرية هنا مكة بإجماع والآية تتناول المؤمنين والأسرى في حواضر الشرك إلى يوم القيامة قال ابن العربي في أحكامه قال علماؤنا رحمهم الله أوجب الله تعالى في هذه الآية القتال لاستنقاذ الأسرى من يد العدو وقد روى الأئمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني ينعي الأسير قال مالك رحمه الله على الناس أن يفكوا الأسرى بجميع أموالهم وكذلك قالوا عليهم أن يواسوهم انتهى وقوله تعالى الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله الآية هذه الآية تقتضي تقوية قلوب المؤمنين وتحريضهم وقرينة ذكر الشيطان بعد تدل على أن المراد بالطاغوت هنا الشيطان وإعلامه تعالى بضعف كيد الشيطان فيه تقوية لقلوب المؤمنين وتجرئة لهم على مقارعة الكيد الضعيف فإن العزم والحزم الذي يكون على حقائق الإيمان يكسره ويهده


الصفحة التالية
Icon