وقوله تعالى ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا ايديكم وأقيموا الصلوة الآية اختلف المتأولون فيمن المراد بقوله الذين قيل لهم فقال ابن عباس وغيره كان جماعة من المؤمنين قد انفوا من الذل بمكة قبل الهجرة وسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبيح لهم مقاتلة المشركين فامرهم عن الله تعالى بكف الايدى فلما كتب عليهم القتال بالمدينة شق ذلك على بعضهم ولحقهم ما يلحق البشر من الخور والكع عن مقارعة العدو فنزلت الآية فيهم وقال ابن عباس ايضا ومجاهد انما الآية حكاية عن حال اليهود انهم فعلوا ذلك مع نبيهم في وقته فمعنى الحكاية عنهم تقبيح فعلهم ونهي المؤمنين عن فعل مثله وقيل المراد المنافقون واو تقدم شرحها في سورة البقرة في قوله تعالى او اشد قسوة لان الموضعين سواء وقولهم لم كتبت علينا القتال رد في صدر اوامر الله سبحانه وقلة استسلام له والاجل القريب يعنون به موتهم على فرشهم هكذا قال المفسرون قال ع وهذا يحسن إذا كانت الآية في اليهود أو في المنافقين وأما إذا كانت في طائفة من الصحابة فانما طلبوا التأخر إلى وقت ظهور الاسلام وكثرة عددهم ويحسن القول بانها في المنافقين اطراد ذكرهم فيما يأتى بعد من الآيات وقوله سبحانه قل متاع الدنيا قليل الآية المعنى قل يا محمد لهؤلاء متاع الدنيا أي الاستمتاع بالحياة فيها الذى حرصتم عليه قليل وباقى الآية بين وهذا اخبار منه سبحانه يتضمن تحقير الدنيا قلت ولما علم الله في الدنيا من الآفات حمى منها اولياءه ففي الترمذي عن قتادة بن النعمان عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال إذا احب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل احدكم يحمى سقيمه الماء قال أبو عيسى وفي الباب عن صهيب وأم المنذر وهذا حديث حسن وفي الترمذي عن ابن مسعود قال نام النبي صلى الله عليه و سلم على حصير فقام وقد اثر في جنبه فقلنا