فإن حكموك واستقاموا فنعما ذلك وإن تولوا فأعلم الآية وخصص سبحانه إصابتهم ببعض الذنوب دون كلها لأن هذا الوعيد إنما هو في الدنيا وذنوبهم نوعان نوع يخصهم ونوع يتعدى إلى النبي صلى الله عليه و سلم والمؤمنين وبه توعدهم الله في الدنيا وإنما يعذبون بالكل في الآخرة وقال الفخر وجوزوا ببعض الذنوب في الدنيا لأن مجازاتهم بالبعض كاف في إهلاكهم وتدميرهم انتهى وقوله سبحانه فأعلم الآية وعد للنبي صلى الله عليه و سلم وقد أنجزه بقصة بني قينقاع وقصة قريظة والنصير وإجلاء عمر أهل خيبر وفدك وغيرهم وقوله تعالى وان كثيرا من الناس لفاسقون اشارة اليهم ويندرج فى عموم الآية غيرهم وقوله تعالى افحكم الجاهلية يبغون إشارة إلى الكهان الذين كانوا يأخذون الحلوان ويحكمون بحسب الشهوات ومن أحسن من الله حكما أي لا أحد أحسن منه حكما تبارك وتعالى وقوله سبحانه يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء نهى الله سبحانه المؤمنين بهذه الآية عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء في النصرة والخلطة المؤدية إلى الامتزاج والمعاضدة وحكم هذه الآية باق وكل من أكثر مخالطة هذين الصنفين فله حظه من هذا المقت الذي تضمنه قوله تعالى فإنه منهم وسبب نزول هذه الآية أنه لما انقضت بدر وشجر أمر بني قينقاع أراد النبي صلى الله عليه و سلم قتلهم فقام دونهم عبد الله ابن أبي ابن سلول مخاصما وقال يا محمد أحسن في موالي فإني امرؤ أخاف الدوائر فقال النبي صلى الله عليه و سلم قد وهبتهم لك ونزلت الآية في ذلك وقوله عز و جل بعضهم أولياء بعض جملة مقطوعة من النهي وقوله تعالى ومن يتولهم منكم فإنه منهم انحاء على عبد الله بن أبي وعلى كل من أتصف بهذه الصفة وقوله سبحانه فترى الذين المعنى فترى يا محمد الذين في قلوبهم


الصفحة التالية
Icon