حبطت دعاء أي بطلت أعمالهم وقوله سبحانه يا أيها الذين ءامنوا من يرتدد منكم عن دينه الآية خطاب للمؤمنين إلى يوم القيامة ومعنى الآية إن الله عز و جل وعد هذه الأمة أن من أرتد منها فإنه يجيء سبحانه بقوم ينصرون الدين ويغنون عن المرتدين قال الفخر وقدم الله تعالى محبته لهم على محبتهم له إذ لولا حبه لهم لما وفقهم أن صاروا محبين له انتهى وفي كتاب القصد إلى الله سبحانه للمحاسبي قلت للشيخ فهل يلحق المحبين لله عز و جل خوف قال نعم الخوف لازم لهم كما لزمهم الإيمان لا يزول إلا بزواله وهذا هو خوف عذاب التقصير في بدايتهم حتى إذا صاروا إلى خوف الفوت صاروا إلى الخوف الذي يكون في أعلى حال فكان الخوف الأول يطرقهم خطرات وصار خوف الفوت وطنات قلت فما الحالة التي تكشف عن قلوبهم شديد الخوف والحزن قال الرجاء بحسن الظن لمعرفتهم بسعة فضل الله عز و جل وأملهم منه أن يظفروا بمرادهم إذا وردوا عليه ولولا حسن ظنهم بربهم لتقطعت أنفسهم حسرات وماتوا كمدا قلت أي شيء أكثر شغلهم وما الغالب على قلوبهم في جميع أحوالهم قال كثرة الذكر لمحبوبهم على طريق الدوام والاستقامة لا يملون ولا يفترون وقد أجمع الحكماء أن من أحب شيئا أكثر من ذكره ثم قال قال ذو النون ما اولع أحد بذكر الله إلا أفاد منه حب الله تعالى انتهى وفي الآية انحاء على المنافقين وعلى من ارتد في مدة النبي صلى الله عليه و سلم قال الفخر وهذه الآية إخبار بغيب وقد وقع الخبر على وفقه فيكون معجزا وقد ارتدت العرب وغيرهم أيام أبي بكر فنصر الله الدين وأتى بخير منهم انتهى وقوله سبحانه أذلة على المؤمنين معناه متذللين من قبل أنفسهم غير متكبرين وهذا كقوله عز و جل أشداء على الكفار رحماء بينهم وكقوله عليه السلام المؤمن هين لين وفي قراءة


الصفحة التالية
Icon