وكأن ابن عباس خصص أمة محمد لقول الله سبحانه وكذلك جعلناكم أمة وسطا الآية وقولهم وما لنالا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق توقيف لأنفسهم أو محاجة لمن عارضهم من الكفار والقوم الصالحون محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه قاله ابن زيد وغيره من المفسرين ثم ذكر تعالى ما أثابهم به من النعيم على إيمانهم وإحسانهم ثم ذكر سبحانه حال الكافرين المكذبين وإنهم قرناء الجحيم وقوله تعالى يا أيها الذين ءامنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية قال ابن عباس وغيره نزلت بسبب جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بلغت منهم المواعظ وخوف الله تعالى إلى أن حرم بعضهم النساء وبعضهم النوم بالليل والطيب وهم بعضهم بالاختصاء فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال أما أنا فأقوم وأنام وأصوم وأفطر وآتي النساء وأنال الطيب فمن رغب عن سنتي فليس مني قال الطبري كان فيما يتلى من رغب عن سنتك فليس من أمتك وقد ضل عن سواء السبيل والطيبات في هذه الآية المستلذات بدليل إضافتها إلى ما أحل الله وبقرينة ما ذكر من سبب الآية وقوله سبحانه ولا تعتدوا قال عكرمة وغيره معناه في تحريم ما أحل الله وقال الحسن بن أبي الحسن المعنى و لا تعتدوا فتحلوا ما حرم الله فالنهيان على هذا تضمنا الطرفين كأنه قال لا تشددوا فتحرموا حلالا ولا تترخصوا فتحلوا حراما قلت وروي مالك في الموطأ عن أبي النضر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما مات عثمان بن مظعون ومر بجنازته ذهبت ولم تلتبس منها بشيء قال أبو عمر في التمهيد هذا الحديث في الموطأ مقطوع وقد رويناه متصلا مسندا من وجه صالح حسن ثم اسند أبوعمر عن عائشة قالت لما مات عثمان بن مظعون كشف النبي صلى الله عليه و سلم الثوب عن وجهه وقبل بين عينيه وبكى


الصفحة التالية
Icon