من فعل المقتدى به ونصب اول على خبر كان ع وقد كان كفر قبلهم كفار قريش وانما معناه من اهل الكتاب إذ هم منظور إليهم في مثل هذا واختلف في الضمير في به فقيل يعود على محمد صلى الله عليه و سلم وقيل على القرآن وقيل على التوراة واختلف في الثمن الذي نهوا أن يشتروه بالآيات فقالت طائفة أن الأحبار كانوا يعلمون دينهم بالأجرة فنهوا عن ذلك وفي كتبهم علم مجانا كما علمت مجانا أي باطلا بغير أجرة وقيل كانت للأحبار مأكلة يأكلونها على العلم وقال قوم أن الأحبار أخذوا رشى على تغيير صفة محمد صلى الله عليه و سلم في التوراة فنهوا عن ذلك وقال قوم معنى الآية ولا تشتروا بأوامرى ونواهي وآياتي ثمنا قليلا يعنى الدنيا ومدتها والعيش الذي هو نزر لا خطر له وقد تقدم نظير قوله وإياي فاتقون وبين اتقون وارهبون فرق أن الرهبة مقرون بها وعيد بالغ وقوله تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل أي لا تخلطوا قال أبو العالية قالت اليهود محمد نبي مبعوث لكن إلى غيرنا فإقرارهم ببعثه حق وقولهم إلى غيرنا باطل وتكتموا الحق أي أمر محمد صلى الله عليه و سلم وفي هذه الألفاظ دليل على تغليظ الذنب على من وقع فيه مع العلم به وأنه أعصى من الجهل وأنتم تعلمون جملة في موضع الحال قال ص وتكتموا مجزوم معطوف على تلبسوا والمعنى النهي عن كل من الفعلين انتهى وأقيموا الصلاة معناه اظهروا هيئتها وأديموها بشروطها والزكوة في هذه الآية هي المفروضة وهي مأخوذة من النماء وقيل من التطهير وقوله تعالى واركعوا مع الراكعين قيل إنما خص الركوع بالذكر لان بنى إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوع ت وفي هذا القول نظر وقد قال تعالى في مريم اسجدي واركعي وقالت فرقة إنما قال مع لأن الأمر بالصلاة أولا لم يقتض شهود الجماعة فأمرهم بقوله مع شهود