قل انتظروا انا متظرون لفظ يتضمن الوعيد وقوله سبحانه ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء قال ابن عباس وغيره المراد بالذين اليهود والنصارى أي فرقوا دين إبراهيم ووصفهم بالشيع إذ كل طائفة منهم لها فرق واختلافات ففي الآية حض للمؤمنين على الائتلاف وترك الاختلاف وقال أبو الأحوص وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم الآية في أهل البدع والأهواء والفتن ومن جرى مجراهم من أمة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أي فرقوا دين الإسلام وقرأ حمزة والكسائي فارقوا ومعناه تركوا وقوله تعالى لست منهم في شيء أي لا تشفع لهم ولا لهم بك تعلق وهذا على الإطلاق في الكفار وعلى جهة المبالغة في العصاة وقوله سبحانه إنما أمرهم إلى الله الآية وعيد محض وقال السدي هذه آية لم يؤمر فيها بقتال فهي منسوخة بالقتال قال ع الآية خبر لا يدخله نسخ ولكنها تضمنت بالمعنى أمرا بموادعة فيشبه أن يقال ان النسخ وقع في ذلك المعنى الذي قد تقرر نسخه في آيات أخرى وقوله سبحانه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الآية قال ابن مسعود وغيره الحسنة هنا لا إله إلا الله السيئة الكفر قال ع وهذه هي الغاية من الطرفين وقالت فرقة ذلك لفظ عام في جميع الحسنات والسيئات وهذا هو الظاهر وتقدير الآية من جاء بالحسنة فله ثواب عشر أمثالها وقرأ يعقوب وغيره فله عشر بالتنوين أمثالها بالرفع وقوله تعالى قل انني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم الآية في غاية الوضوح والبيان وقيما نعت للدين ومعناه مستقيما وملة بدل من الدين وقوله سبحانه قل إن صلاتي ونسكي الآية أمر من الله عز و جل لنبيه عليه السلام ان يعلن بأن مقصده في صلاته وطاعته من ذبيجة وغيرها وتصرفه مدة حياته وحاله من اخلاص وإيمان عند مماته إنما هو لله عز و جل وارادة