وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالعدوة بكسر العين وقوله الدنيا والقصوى إنما هو بالإضافة إلى المدينة وبين المدينة ووادي بدر موضع الوقعة مرحلتان والدنيا من الدنو والقصوى من القصو وهو البعد والركب بإجماع من المفسرين عير أبي سفيان وقوله أسفل في موضع خفض تقديره في مكان أسفل كذا قال سيبويه وكان الركب ومدبر أمره أبو سفيان بن حرب قد نكب عن بدر حين نذر بالنبي صلى الله عليه و سلم وأخذ سيف البحر فهو اسفل بالإضافة إلى أعلى الوادي
وقوله سبحانه ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد المقصد من الآية تبيين نعمة الله سبحانه في شأن قصة بدر وتيسيره سبحانه ما يسر من ذلك والمعنى لو تواعدتم لاختلفتم في المعياد بسبب العوارض التي تعرض للناس إلا مع تيسير الله الذي تمم ذلك وهذا كما تقول لصاحبك في أمر سناه الله تعالى دون تعب كثير لو بنينا على هذا وسعينا فيه لم يتم هكذا ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا أي لينفذ ويظهر أمرا قد قدره في الأزل مفعولا لكم بشرط وجودكم في وقت وجودكم وهذا كله معلوم عنده عز و جل لم يتجدد له به علم وقوله عز و جل ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة قال الطبري المعنى ليقتل من قتل من كفار قريش وغيرهم ببيان من الله واعذار بالرسالة ويحكي أيضا ويعيش من عاش عن بيان منه أيضا وأعذرا لا حجة لأحد عليه سبحانه ت قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب فضل العلم في قوله عز و جل ليهلك من هلك عن بينة الآية البينة ما بان به الحق انتهى وقال ابن إسحاق وغيره معنى ليهلك أي ليكفر ويحي أي ليؤمن فالحياة والهلاك على هذا التأويل مستعارتان
وقوله سبحانه إذ يريكهم الله في منامك قليلا الآية وتظاهرت الروايات أن هذه الآية نزلت في رؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى فيها عدد الكفار