لسحر مبين إنما هو بسبب أنه فرق بذلك كلمتهم وحال بين القريب وقريبه فاشبه ذلك ما يفعله الساحر في ظنهم القاصر فسموه سحرا
وقوله سبحانه إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام الآية هذا ابتداء دعاء إلى عبادة الله عز و جل وتوحيده وذكر بعض الناس أن الحكمة في خلق الله تعالى هذه الأشياء في مدة محدودة ممتدة وفي القدرة أن يقول لها كن فتكون إنما هي ليعلم عباده التؤدة والتماهل في الأمور قال ع وهذا مما لا يوصل إلى تعليله وعلى هذا هي الأجنة في البطون وخلق الثمار وغير ذلك والله عز و جل قد جعل لكل شيء قدرا وهو أعلم بوجه الحكمة في ذلك
وقوله سبحانه يدبر الأمر يصح أن يريد بالأمر اسم الجنس من الأمور ويصح أن يريد الأمر الذي هو مصدر أمر يأمر وتدبيره لا إله إلا هو إنما هو الإنفاذ لأنه قد أحاط بكل شيء علما قال مجاهد يدبر الأمر معناه يقضيه وحده وقوله سبحانه ما من شفيع إلا من بعد إذنه رد على العرب في اعتقادهم أن الأصنام تشفع لها عند الله
ذلكم الله أي الذي هذه صفاته فاعبدوه ثم قررهم على هذه الآيات والعبر فقال أفلا تذكرون
وقوله إليه مرجعكم جميعا الآية إنباء بالبعث
من القبور
ليجزي هي لام كي والمعنى أن الإعادة إنما هي ليقع الجزاء على الأعمال
وقوله بالقسط أي بالعدل
وقوله الذين كفروا ابتداء والحميم الحار المسخن وحميم النار فيما ذكر عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا أدناه الكافر من فيه تساقطت فروة رأسه وهو كما وصفه سبحانه يشوي الوجوه
وقوله سبحانه هوا لذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا الآية هذا استمرار على وصف آياته سبحانه والتنبيه على صنعته الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته
وقوله وقدره منازل يحتمل أن يعود الضمير