العزيز وقوله من ربكم يريد لم يختلقها محمد ولا غيره وما في الصدور يريد به الجهل ونحوه وجعله موعظة بحسب الناس أجمع وجعله هدى ورحمة بحسب المؤمنين فقط وهذا تفسير صحيح المعنى إذا تأمل بأن وجهه
وقوله سبحانه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا قال ابن عباس وغيره الفضل الإسلام والرحمة القرآن وقال أبو سعيد الخدري الفضل القرآن والرحمة أن جعلهم من أهله وقال زيد بن أسلم والضحاك الفضل القرآن والرحمة الإسلام قال ع ولا وجه عندي لشيء من هذا التخصيص إلا أن يستند شيء منه إلى النبي صلى الله عليه و سلم وإنما الذي يقتضيه اللفظ ويلزم منه أن الفضل هو هداية الله تعالى إلى دينه والتوفيق إلى اتباع شرعه والرحمة هي عفوه وسكنى جنته التي جعلها جزاء على التشرع بالإسلام والإيمان به ومعنى الآية قل يا محمد لجميع الناس بفضل الله ورحمته فليقع الفرح منكم لا بأمور الدنيا وما يجمع من حطامها فإن قيل كيف أمر الله بالفرح في هذه الآية وقد ورد ذمه في قوله فرح فخور وفي قوله لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين قيل أن الفرح إذا ورد مقيدا في خير فليس بمذموم وكذلك هو في هذه الآية وإذا ورد مقيدا في شر أو مطلقا لحقه ذم إذ ليس من أفعال الآخرة بل ينبغي أن يغلب على الإنسان حزنه على دينه وخوفه لربه
وقوله مما يجمعون يريد مال الدنيا وحطامها الفاني المردى في الآخرة
وقوله سبحانه قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا الآية قال ص ارأيتم مضمن معنى اخبروني وما موصولة قال ع هذه المخاطبة لكفار العرب الذين جعلوا البحائر والسوائب وغير ذلك
وقوله أنزل لفظة فيها تجوز وقوله وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة آية وعيد لما تحقق عليهم بتقسيم الآية التي قبلها أنهم مفترون على


الصفحة التالية
Icon