قال تصديقهم بمواعيد الله عز و جل وثقتهم بضمان الله تبارك وتعالى قلت من أين فضلت الخاصة منهم على العامة والتوكل في عقد الإيمان مع كل من آمن بالله عز و جل قال إن الذي فضلت به الخاصة على العامة دوام سكون القلب عن الاضطراب والهدو عن الحركة فعندها يا فتى استراحوا من عذاب الحرص وفكوا من أسر الطمع واعتقوا من عبودية الدنيا وأبنائها وحظوا بالروح في الدارين جميعا فطوبى لهم وحسن مآب قلت فما الذي يولد هذا قال حالتان دوام لزوم المعرفة والاعتماد على الله عز و جل وترك الحيل والثانية الممارسة حتى يألفها ألفا ويختارها اختيارا قيصير التوكل والهدو والسكون والرضى والصبر له شعارا ودثارا انتهى من كتاب القصد إلى الله سبحانه
وقولهم ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين المعنى لا تنزل بنا بلاء بأيديهم أو بغير ذلك مدة محارتنا لهم فيفتنون لذلك ويعتقدون صلاح دينهم وفساد ديننا قاله مجاهد وغيره فهذا الدعاء على هذا التأويل يتضمن دفع فصلين أحدهما القتل والبلاء الذي توقعه المؤمنون والآخر ظهور الشرك باعتقاد أهله أنهم أهل الحق ونحو هذا قوله صلى الله عليه و سلم بيس الميت أبو إمامه ليهود والمشركين يقولون لو كان نبيا لم يمت صاحبه ورجح ع في سورة الممتحنة قول ابن عباس أن معنى لا تجعلنا فتنة للذين كفروا لا تسلطهم علينا فيفتنونا أنظره هناك
وقوله سبحانه وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا روي أن فرعون أخاف بني إسرائيل وهدم لهم مواضع كانوا اتخذوها للصلاة ونحو هذا فأوحى الله إلى موسى وهارون أن تبوءا أي اتخذا وتخيرا لنبي إسرائيل بمصر بيوتا قال مجاهد مصر في هذه الآية الإسكندرية ومصر ما بين أسوان والإسكندرية
وقوله سبحانه واجعلوا بيوتكم قبلة قيل معناه مساجد قاله ابن عباس وجماعة قالوا خافوا فأمروا بالصلاة في بيوتهم وقيل معناه موجهة