محل ومبوأ صدق أي يصدق فيه ظن قاصده وساكنه ويعني بهذه الآية احلالهم بلاد الشام وبيت المقدس قاله قتادة وابن زيد وقيل بلاد الشام ومصر والأول أصح وقوله سبحانه فما اختلفوا أي في نبوءة نبينا محمد عليه السلام وهذا التخصيص هو الذي وقع في كتب المتأولين كلهم وهو تأويل يحتاج إلى سند والتأويل الثاني الذي يحتمله اللفظ أن بني إسرائيل لم يكن لهم اختلاف على موسى في أول حاله فلما جاءهم العلم والأوامر وغرق فرعون اختلفوا فالآية ذامة لهم ت فر رحمه الله من التخصيص فوقع فيه فلو عمم اختلافهم على أنبيائهم موسى وغيره وعلى نبينا لكان أحسن وما ذهب إليه المتأولون من التخصيص أحسن لقرينة قوله فإن كنت في شك فالربط بين الآيتين واضح والله أعلم
وقوله عز و جل فإن كنت في شك الآية الصواب في معنى الآية أنه مخاطبة للنبي صلى الله عليه و سلم والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض ت وروينا عن أبي داود سليمان بن الأشعث قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال المراء في القرآن كفر قال عياض في الشفا تأول بمعنى الشك وبمعنى الجدال انتهى والذين يقرءون الكتاب من قبلك من اسلم من أهل الكتاب كابن سلام وغيره وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لما نزلت هذه الآية أنا لا أشك ولا اسأل ثم جزم سبحانه الخبر بقوله لقد جاءك الحق من ربك واللام في لقد لام قسم
وقوله مما أنزلنا إليك يريد به من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في أمره إلا من بعد مجيئه عليه السلام هذا قول أهل التأويل قاطبة قال ع وهذا هو الذي يشبه أن ترجى إزالة الشك فيه من قبل أهل الكتاب ويحتمل اللفظ أن يريد بما أنزلنا جميع


الصفحة التالية
Icon