في ما شئت فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلها زوجة غاز في سبيل الله قال نعم فوبخه النبي صلى الله عليه و سلم وقال ما أدري فنزلت هذه الآية فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم فتلاها عليه فقال معاذ بن جبل يا رسول الله أهذا له خاصة فقال بل للناس عامة قال ابن العربي في أحكامه وهذا الحديث صحيح رواه الايمة كلهم انتهى قال ع وروي أن الآية قد كانت نزلت قبل ذلك واستعملها النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك الرجل وروي أن عمر قال ما حكي عن معاذ وفي الحديث عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال الجمعة إلى الجمعة والصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها إن اجتنبت الكبائر
وقوله ذلك ذكرى إشارة إلى الصلوات أي هي سبب الذكرى وهي العظة ويحتمل أن تكون إشارة إلى الأخبار بأن الحسنات يذهبن السيئات ويحتمل أن تكون إشارة إلى جميع ما تقدم من الأوامر والنواهي والقصص في هذه السورة وهو تفسير الطبري فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية الآية لولا هي التي للتخضيض لكن يقترن بها هنا معنى التفجع والتأسف الذي ينبغي أن يقع من البشر على هذه الأمم التي لم تهتد وهذا نحو قوله سبحانه يا حسرة على العباد والقرون من قلبنا قوم نوح وعاد وثمود ومن تقدم ذكره
وقوله أولوا بقية أي أولوا بقية من عقل وتمييز ودين
ينهون عن الفساد وإنما قيل بقية لأن الشرائع والدول ونحوها قوتها في أولها ثم لا تزال تضعف فمن ثبت في وقت الضعف فهو بقية الصدر الأول والفساد في الأرض هو الكفر وما اقترن به من المعاصي وهذه الآية فيها تنبيه لهذه الأمة وحض على تغيير المنكر ثم استثنى الله عز و جل القوم الذين نجاهم مع أنبيائهم وهم قليل بالإضافة إلى جماعاتهم وقليلا استثناء منقطع أي لكن قليلا ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد والمترف المنعم الذي شغلته ترفته عن الحق حتى


الصفحة التالية
Icon