ألم تر بمعنى ألم تعلم قال ابن عباس وغيره الكلمة الطيبة هي لا إله إلا الله مثلها الله سبحانه بالشجرة الطيبة وهي النخلة في قول أكثر المتأولين فكان هذه الكلمة أصلها ثابت في قلوب المؤمنين وفضلها وما يصدر عنها من الأفعال الزكية وأنواع الحسنات هو فرعها يصعد إلى السماء من قبل العبد والحين القطعة من الزمان غير محدودة كقوله تعالى ولتعلمن نبأه بعد حين وقد تقتضي لفظة الحين بقرينتها تحديدا كهذه الآية والكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر وما قاربها من كلام السوء في الظلم ونحوه والشجرة الخبيثة قال أكثر المفسرين هي شجرة الحنظل ورواه أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم وهذا عندي على جهة المثل
أجتثت أي اقتعلت جثتها بنزع الأصول وبقيت في غاية الوهن والضعف فتقلبها أقل ريح فالكافر يرى أن بيده شيئا وهو لا يستقر ولا يغنى عنه كهذه الشجرة الذي يظن بها على بعد أو للجهل بها أنهاشيء نافع وهي خبيثة الجنى غير باقية
وقوله سبحانه يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة القول الثابت في الحياة الدنيا كلمة الأخلاص والنجاة من النار لا إله إلا الله والأقرار بالنبوة وهذه الآية تعم العالم من لدن آدم عليه السلام إلى يوم القيامة قال طاوس وقتادة وجمهور العلماء الحياة الدنيا هي مدة حياة الإنسان وفي الآخرة وقت سؤاله في قبره وقال البراء بن عازب وجماعة في الحياة الدنيا هي وقت سؤاله في قبره ورواه البراء عن النبي صلى الله عليه و سلم في لفظ متأول وفي الآخرة هو يوم القيامة عند العرض والأول أحسن ورجحه الطبري ت ولفظ البخاري عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة