واحتجوا بهذه
الآية وقوله ففسق معناه فخرج عن أمر ربه وطاعته
وقوله عز و جل افتتخذونه يريد افتتخذون إبليس
وقوله وذريته ظاهر اللفظ يقتضي الموسوسين من الشياطين الذين يأمرون بالمنكر ويحملون على الأباطيل
وقوله تعالى بيس للظالمين بدلا أي بدل ولاية الله عز و جل بولاية إبليس وذريته وذلك هو التعوض من الحق بالباطل
وقوله سبحانه ما أشهدتهم خلق السموات والأرض الآية الضمير في أشهدتهم عائد على الكفار وعلى الناس بالجملة فتتضمن الآية الرد على طوائف من المنجمين وأهل الطبائع والمتحكمين من الأطباء وسواهم من كل من يتخرص في هذه الأشياء وقيل عائد على ذرية إبليس فالآية على هذا تتضمن تحقيرهم والقول الأول أعظم فائدة وأقول أن الغرض أولا بالآية هم إبليس وذريته وبهذا الوجه يتجه الرد على الطوائف المذكورة وعلى الكهان والعرب المصدقين لهم والمعظمين للجن حين يقولون أعوذ بعزيز هذا الوادي إذ لجميع من هذه الفرق متعلقون بإبليس وذريته وهم أضل الجميع فهم المراد الأول بالمضلين وتندرج هذه الطوائف في معناهم وقرا الجمهور وما كنت وقرأ أبو جعفر والجحدري والحسن بخلاف وما كنت والعضد استعارة للمعين والمؤازر
ويوم يقول نادوا شركاءي أي على جهة الاستغاثة بهم واختلف في قوله موبقا فقال ابن عباس معناه مهلكا وقال عبد الله بن عمر وأنس بن مالك ومجاهد موبقا هو واد في جهنم يجرى بدم وصديد قال أنس يحجز بين أهل النار وبين
المؤمنين وقوله سبحانه فظنوا أنهم مواقعوها أي مباشروها وأطلق الناس أن الظن هنا بمعنى اليقين قال ع والعبارة بالظن لا تجيء أبدا في موضع يقين تام قد ناله الحس بل أعظم درجاته أن يجيء في موضع متحقق لكنه لم يقع ذلك المظنون وإلا فمذ يقع ويحس لا يكاد توجد في