قال ع ووراءهم هو عندي على بابه وذلك أن هذه الألفاظ إنما تجيء مراعي بها الزمان وذلك أن الحارث المقدم الوجود هو الإمام والذي يأتي بعد هو الوراء وتأمل هذه الألفاظ في مواضعها حيث وردت تجدها تطرد ومن قرأ امامهم أراد في المكان قال ع وفي الحديث أن هذا الغلام طبع يوم طبع كافرا والضمير في خشينا للخضر قال الداودي قوله فخشينا أن يرهقهما أي علمنا انتهى والزكاة شرف الخلق والوقار والسكينة المنطوية على خير ونية والرحم الرحمة وروي عن ابن جريج أنهما بدلا غلاما مسلما وروي عنه أنهما بدلا جارية وحكى النقاش أنها ولدت هي وذريتها سبعين نبيا وذكره المهدوي عن ابن عباس وهذا بعيد ولا تعرف كثرة الأنبياء إلا في بني إسرائيل وهذه المرأة لم تكن فيهم واختلف الناس في هذا الكنز المذكور هنا فقال ابن عباس كان علما في صحف مدفونة وقال عمر مولى غفرة كان لوحا من ذهب قد كتب فيه عجبا للموقن بالرزق كيف يتعب وعجبا للموقن بالحساب كيف يغفل وعجبا للموقن بالموت كيف يفرح وروي نحو هذا مما هو في معناه وقال الداودي وكان تحته كنز لهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذهب وفضة انتهى فإن صح هذا الحديث فلا نظر لأحد معه فالله أعلم أي ذلك كان
وقوله سبحانه وكان أبوهما صالحا ظاهر اللفظ والسابق منه إلى الذهن أنه والدهما دنية وقيل هو الأب السابع وقيل العاشر فحفظا فيه وفي الحديث أن الله تعالى يحفظ الرجل الصالح في ذريته وقول الخضر وما فعلته عن أمري يقتضي أنه نبي وقد اختلف فيه فقيل هو نبي وقيل عبد صالح وليس نبي وكذلك اختلف في موته وحياته والله أعلم بجميع ذلك ومما يقضى بموت الخضر قوله صلى الله عليه و سلم أرأيتكم ليلتكم هذه فإن إلى رأس مائة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض احد قال القرطبي في تذكرته وذكر عن عمرو بن دينار الخضر والياس عليهما السلام حيان فإذا


الصفحة التالية
Icon