لقاء العدو فأعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم الاستشارة فقام عمر بمثل ذلك فأعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم الاستشارة فتكلم المقداد بن الأسود الكندي فقال لا نقول لك يا رسول الله كما قالت بنو إسرائيل أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول إنا معكما مقاتلون والله لو أردت بنا برك الغماد يعني مدينة الحبشة لقاتلنا معك من دونها فسر رسول الله صلى اله عليه وسلم بكلامه ودعا له بخير ثم قال أشيروا علي أيها الناس فكلمه سعد بن معاذ وقيل سعد بن عبادة ويحتمل هما معا فقال يا رسول الله كأنك إيانا تريد معشر الأنصار فقال النبي صلى الله عليه و سلم أجل فقال إنا قد آمنا بك واتبعناك وبايعناك فامض لأمر الله فوالله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك فقال النبي صلى الله عليه و سلم امضوا على بركة الله فكأني أنظر إلى مصارع القوم فالتقوا وكانت وقعة بدر ت وفي صحيح البخاري من حديث عائشة في خروج أبي بكر من مكة فلقيه ابن الدغنة عند برك الغماد الحديث وليست بمدينة الحبشة من غير شك فالله أعلم ولعلهما موضعان انتهى والشوكة عبارة عن السلاح والحدة
وقوله سبحانه ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين المعنى ويريد الله أن يظهر الإسلام ويعلي دعوة الشرع بكلماته التي سبقت في الأزل والدابر الذي يدبر القوم أي يأتي أخرهم وإذا قطع فقد أتى على أخرهم بشرط أن يبدأ الإهلاك من أولهم وهي عبارة في كل من أتى الهلاك عليه وقوله سبحانه ليحق الحق أي ليظهر الحق الذي هو دين الإسلام ويبطل الباطل أي الكفر وتستغيثون معناه تطلبون الغوث وممدكم أي مكثركم ومقويكم من امددت ومردفين معناه متبعين وقرأ سائر السبعة غير نافع مردفين بكسر الدال نافع بفتحها وروي عن ابن عباس خلف كل ملك ملك وهذا معنى التتابع يقال ردف وأردف إذا اتبع وجاء بعد الشيء


الصفحة التالية
Icon