الله تعالى عقب ذلك بذكر الشعراء وحالهم لينبه على بعد كلامهم من كلام القرءان اذ قال بعض الكفرة فى القرءان انه شعر والمراد شعراء الجاهلية ويدخل فى الاية كل شاعر مخلط يهجو ويمدح شهوة ويقذف المحصنات ويقول الزور
وقوله الغاوون قال ابن عباس هم المستحسنون لأشعارهم المصاحبون لهم وقال عكرمة هم الرعاع الذين يتبعون الشاعر ويغتنمون انشاده
وقوله فى كل واد يهيمون عبارة عن تخليطهم وخوضهم فى كل فن من غث الكلام وباطله قاله ابن عباس وغيره وروى جابر بن عبد الله عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال من مشى سبع خطوات فى شعر كتب من الغاوين ذكره اسد بن موسى وذكره النقاش
وقوله تعالى الا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات الاية هذا الاستثناء هو فى شعراء الاسلام كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وكل من اتصف بهذه الصفة ويروى عن عطاء بن يسار وغيره ان هؤلاء شق عليهم ما ذكر قبل فى الشعراء فذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه و سلم فنزلت ءاية الاستثناء بالمدينة
وقوله تعالى وذكروا الله كثيرا يحتمل ان يريد فى اشعارهم وهو تأويل ابن زيد ويحتمل ان ذلك خلق لهم وعبادة قاله ابن عباس فكل شاعر فى الاسلام يهجو ويمدح عن غير حق فهو داخل فى هذه الاية وكل تقى منهم يكثر من الزهد ويمسك عن كل ما يعاب فهو داخل فى الاستثناء ت قد كتبنا والحمد لله فى هذا المختصر جملة صالحة فى فضل الأذكار عسى الله ان ينفع به من وقع بيده ففى جامع الترمذى عن ابى سعيد الخدرى قال سئل النبى صلى الله عليه و سلم اي العباد افضل درجة عند الله تعالى يوم القيامة قال الذاكرون الله كثيرا قلت ومن الغازى فى سبيل الله عز و جل قال لو ضرب بسيفه فى الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله تعالى افضل منه وروى الترمذى وابن ماجة عن ابى الدرداء قال


الصفحة التالية
Icon