الله عليه وسلم من السهو اذا قرأ فيتنبه لذلك ويرجع عنه انتهى
وقوله سبحانه ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة الفتنة الامتحان والاختبار والذين فى قلوبهم مرض عامة الكفار والقاسية قلوبهم خواص منهم عتاة كأبى جهل وغيره والشقاق البعد عن الخير والكون فى شق غير شق الصلاح والذين اوتو العلم هم اصحاب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم والضمير فى انه عائد على القرءان فتخبت له قلوبهم معناه تتطامن وتخضع وهو ماخوذ من الخبت وهو المطمئن من الارض كما تقدم ولا يزال الذين كفروا فى مرية منه اي من القرءان والمرية الشك حتى تأتيهم الساعة يعنى يوم القيامة او يأتيهم عذاب يوم عقيم قيل يوم بدر وقيل الساعة ساعة موتهم واليوم العقيم يوم القيامة
وقوله سبحانه والذين هاجروا فى سبيل الله ثم قتلوا او ماتوا الآية ابتداء معنى آخر وذلك انه لما مات عثمان بن مظعون وأبو سلمة بن عبد الاسد قال بعض الناس من قتل من المهاجرين افضل ممن مات حتف انفه فنزلت هذه الآية مسوية بينهم فى ان الله تعالى يرزق جميعهم رزقا حسنا وليس هذا بقاض بتساويهم فى الفضل وظاهر الشريعة ان المقتول افضل وقد قال بعض الناس المقتول والميت فى سبيل الله شهيدان ولكن للمقتول مزية ما اصابه فى ذات الله والرزق الحسن يحتمل ان يريد به رزق الشهداء عند ربهم فى البرزخ ويحتمل ان يريد بعد يوم القيامة فى الجنة وقرأت فرقة مدخلا بضم الميم من ادخل فهو محمول على الفعل المذكور وقرأت فرقة مدخلا بفتح الميم من دخل فهومحمول على فعل مقدر تقديره فيدخلون مدخلا ثم اخبر سبحانه عمن عاقب من المؤمنين من ظلمه من الكفرة ووعد المبغى عليه بانه ينصره وذلك ان هذه الآية نزلت فى قوم من المومنين لقيهم كفار فى الاشهر الحرم فابى المؤمنين من قتالهم وابى المشركون الا القتال فلما اقتتلوا جد المومنين ونصرهم الله تعالى فنزلت