روي انها نزلت بسبب ان عدي بن حاتم قال يا رسول الله ان حاتما كانت له افعال بر فما حاله فقال النبي ص - هو في النار فبكى عدي وولى فدعاه النبي ص - فقال له ابي وابوك وابو ابراهيم خليل الرحمن في النار ونزلت هذه الآية في ذلك وظاهر الآية العموم في كل ما تناولته الصفة وقوله سبحانه فلا تهنوا معناه لا تضعفوا وتدعوا الى السلم أي الى المسألة وقال قتادة معنى الآية لا تكونوا اولى الطائفتين ضرعت للأخرى قال ع وهذا حسن ملتئم مع قوله تعالى وان جنحوا للسلم فاجنح لها وانتم الأعلون في موضع الحال المعنى فلا تهنوا وانتم في هذه الحال ويحتمل ان يكون اخبارا بمغيب ابرزه الوجود بعد ذلك والأعلون معناه الغالبون والظاهرون من العلو وقوله والله معكم معناه بنصره ومعونته ويتر معناه ينقص ويذهب والمعنى لن يتركم ثواب اعمالكم وقوله سبحانه انما الحياة الدنيا لعب ولهو تحقير لامر الدنيا وقوله وان تومنوا وتتقوا يؤتكم اجوركم معناه هذا هو المطلوب منكم لا غيره لا تسئلون اموالكم ثم قال سبحانه منبها على خلق ابن آدم ان يسألكموها فيحفكم تبخلوا والاحفاء هو اشد السؤال وهو الذي يستخرج ما عند المسئول كرها ت وقال الثعلبي فيحفكم أي يجهدكم ويلحف عليكم وقوله تبخلوا جزما على جواب الشرط ويخرج اضغانكم أي يخرج الله اضغانكم وقرأ يعقوب ونخرج بالنون والاضغان معتقدات السوء وهو الذي كان يخاف ان يعتري المسلمين ثم وقف الله تعالى عباده المؤمنين على جهة التوبيخ لبعضهم بقوله هأنتم هؤلاء وكرر ها التنبيه تاكيدا وقوله تعالى ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه أي بالثواب والله الغني أي عن صدقاتكم وانتم الفقراء الى ثوابها ت هذا لفظ الثعلبي قال ع يقال بخلت عليك بكذا وبخلت عنك بمعنى امسكت عنك وروى الترمذي عن ابي هريرة عن النبي ص - قال السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من


الصفحة التالية
Icon