الجلال قال ذو العظمة والكبرياء انتهى
وقوله سبحانه يسأله من في السماوات والأرض أي من ملك وأنس وجن وغيرهم لا غنى لأحد منهم عنه سبحانه كلهم يسئله حاجته إما بلسان مقاله وإما بلسان حاله
وقوله سبحانه كل يوم هو في شأن أي يظهر شأنا من قدرته التي قد سبقت في الأزل في ميقاته من الزمان من إحياء وإماتة ورفعة وخفض وغير ذلك من الأمور التي لا يعلم نهايتها إلا هو سبحانه والشأن هو اسم جنس للأمور قال الحسين بن الفضل معنى الآية سوق المقادير إلى المواقيت وفي الحديث أن النبي ص - قرأ هذه الآية فقيل له ما هذا الشأن يا رسول الله قال يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين وذكر النقاش أن سبب هذه الآية قول اليهود استراح الله يوم السبت فلا ينفذ فيه شيأ
وقوله تعالى سنفرغ لكم أيه الثقلان عبارة عن إتيان الوقت الذي قدر فيه وقضى أن ينظر في أمور عباده وذلك يوم القيامة وليس المعنى أن ثم شغلا يتفرغ منه إذ لا يشغله سبحانه شان عن شان وإنما هي إشارة وعيد وتهديد قال البخاري وهو معروف في كلام العرب يقال لأفرغن لك وما به شغل انتهى والثقلان الإنس والجن يقال لكل ما يعظم أمره ثقل وقال جعفر بن محمد الصادق سمي الإنس والجن ثقلين لأنهما ثقلا بالذنوب قال ع وهذا بارع ينظر إلى خلقهما من طين ونار واختلف الناس في معنى قوله تعالى إن استطعتم أن تنفذوا الآية فقال الطبري قال قوم المعنى يقال لهم يوم القيامة يا معشر الجن والإنس إن استطعتم الآية قال الضحاك وذلك أنه يفر الناس في أقطار الأرض والجن كذلك لما يرون من هول يوم القيامة فيجدون سبعة صفوف من الملائكة قد أحاطت قد أحاطت بالأرض فيرجعون من حيث جاءوا فحينئذ يقال لهم يا معشر الجن والإنس وقال بعض المفسرين هي مخاطبة في الدنيا والمعنى إن استطعتم الفرار من الموت بأن تنفذوا من


الصفحة التالية
Icon