الحشر وهو الشام وذلك أن أكثرهم جاء إلى الشام وقد روي أن حشر القيامة هو إلى بلاد الشام
وقوله سبحانه ما ظننتم أن يخرجوا يريد لمنعتهم وكثرة عددهم
وقوله تعالى يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين أي كلما هدم المسلمون من تحصينهم في القتال هدموا هم من البيوت ليجبروا الحصن ت والحاصل أنهم يخربون بيوتهم حسا ومعنى اما حسا فواضح واما معنى فبسوء رأيهم وعاقبة ما أضمروا من خيانتهم وغدرهم ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء من الوطن لعذبهم في الدنيا بالسبي والقتل قال البخاري والجلاء الإخراج من أرض إلى أرض انتهى
وقوله تعالى ما قطعتم من لينة الآية سببها قول اليهود ما هذا الإفساد يا محمد وأنت تنهى عن الفساد فرد الله عليهم بهذه الآية قال ابن عباس وجماعة من اللغويين اللينة من النخيل ما لم يكن عجوة وقيل غير هذا ص أصل لينة لونة فقلبوا الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وجمعه لين كتمرة وتمر قال الأخفش واللينة كأنها لون من النخل أي ضرب منه انتهى
وقوله عز و جل وما أفاء الله على رسوله منهم الآية إعلام بأن ما أخذ لبني النضير ومن فدك هو خاص بالنبي ص - وليس على حكم الغنيمة التي يوجف عليها ويقاتل فيها بل على حكم خمس الغنائم وذلك أن بني النضير لم يوجف عليها ولا قوتلت كبير قتال فأخذ منها ص - قوت عياله وقسم سائرها في المهاجرين وأدخل معهم أبا دجانة وسهل بن حنيف من الأنصار لأنهما شكيا فقرا والإيجاف سرعة السير والوجيف دون التقريب يقال وجف الفرس وأوجفه الراكب
وقوله تعالى ما أفاء الله علىرسوله من أهل القرى الآية أهل القرى في هذه الآية هم أهل الصفراء والينبوع ووادي القرى وما هنالك من قرى العرب وذلك أنها فتحت في ذلك الوقت من غير إيجاف وأعطى رسول الله ص - جميع ذلك للمهاجرين ولم يحبس منها


الصفحة التالية
Icon