من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح انتهى قال أبو عمر في التمهيد قال الله عز و جل لنبيه ص - وإنك لعلى خلق عظيم قال المفسرون كان خلقه ما قال الله سبحانه خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين انتهى
وقوله تعالى فستبصر أي أنت وأمتك ويبصرون أي هم بأيكم المفتون قال الأخفش والعامل في الجملة المستفهم عنها الأبصار وأما الباء فقال أبو عبيدة معمة وقتادة هي زائدة والمعنى أيكم المفتون قال الثعلبي المفتون المجنون الذي فتنه الشيطان انتهى
وقوله تعالى فلا تطع المكذبين يعني قريشا وذلك أنهم قالوا في بعض الأوقات للنبي ص - لو عبدت آلهتنا وعظمتها لعبدنا إلهك وعظمنا وودوا أن يداهنهم النبي ص - ويميل إلى ما قالوا فيميلوا هم أيضا إلى قوله ودينه والإدهان الملاينة فيما لا يحل والمداراة الملاينة فيما يحل
وقوله فيدهنون معطوف وليس بجواب لأنه لو كان لنصب والحلاف المردد لحلفه الذي قد كثر منه والمهين الضعيف الرأي والعقل قاله مجاهد وقال ابن عباس المهين الكذاب والهماز الذي يقع في الناس بلسانه قال منذر بن سعيد وبعينه وإشارته والنميم مصدر كالنميمة وهو نقل ما يسمع مما يسوء ويحرش النفوس قال أبو عمر بن عبد البر في كتابه المسمى ببهجة المجالس قال النبي ص - من كف عن أعراض المسلمين لسانه أقاله الله يوم القيامة عثرته وقال عليه السلام شراركم أيها الناس المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون لأهل البر العثرات انتهى وروى حذيفة أن النبي ص - قال لا يدخل الجنة قتات وهو النمام وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الأوصاف هي أجناس لم يرد بها رجل بعينه وقالت طائفة بل نزلت في معين واختلفوا فيه فقال بعضهم هو الوليد بن المغيرة وقيل هو الأخنس بن شريق ويؤيد ذلك أنه كانت له زنمة في


الصفحة التالية
Icon