ملاطفة المخاطب وترك معاتبته سموه باسم مشتق من حالته كقوله عليه السلام لعلي حين غاضب فاطمة قم ابا تراب اشعارا له انه غير عاتب عليه وملاطفة له والفائدة الثانية التنبيه لكل متزمل راقد ليله لينتبه الى قيام الليل وذكر الله فيه لان الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل بذلك العمل واتصف بتلك الصفة انتهى والتزمل الالتفاف في الثياب قال جمهور المفسرين وهو في البخاري وغيره ان النبي ص - لما جاءه الملك في غار حراء وحاوره بما حاوره به رجع رسول الله ص - الى خديجة فقال زملونى زملونى فنزلت يا ايها المدثر وعلى هذا نزلت يا ايها المزمل
وقوله تعالى قم الليل الا قليلا قال جمهور العلماء هو امر ندب وقيل كان فرضا وقت نزول الآية وقال بعضهم كان فرضا على النبي ص - خاصة وبقي كذلك حتى توفي وقيل غير هذا
وقوله تعالى نصفه يحتمل ان يكون بدلا من قوله قليلا ص الا قليلا استثناء من الليل ونصفه قيل بدل من الليل وعلى هذا يكون استثناء الا قليلا منه اي قم نصف الليل الا قليلا منه والضمير في قوله او انقص منه او زد عليه عائد على النصف وقيل نصفه بدل من قوله الا قليلا قال ابو البقاء وهو اشبه بظاهر الآية انتهى قال ع وكيف ما تقلب المعنى فإنه امر بقيام نصف الليل او اكثر شيئا او اقل شيئا فالأكثر عند العلماء لا يريد على الثلثين والاقل لا ينحط عن الثلث ويقوى هذا حديث ابن عباس في مبيته في بيت ميمونة قال فلما انتصف الليل او قبله بقليل او بعده بقليل قام رسول الله ص - قال ع ويلزم على هذا البدل الذي ذكرناه ان يكون نصف الليل قد وقع عليه الوصف بقليل وقد يحتمل عندى قوله الا قليلا ان يكون استثناء من القيام فنجعل الليل اسم جنس ثم قال الا قليلا اي الا الليالي التي تخل بقيامها لعذر وهذا النظر يحسن مع القول بالندب جدا