يسير دل على انه يسير على المؤمنين وهذا هو دليل الخطاب ويحتمل ان يكون انما وصفه تعالى بالعسر لانه في نفسه كذلك للجميع من المؤمنين والكافرين الا انه يكون هول الكفار فيه اكثر واشد وعلى هذا القول يحسن الوقف على قوله يوم عسير انتهى
وقوله تعالى ذرنى ومن خلقت وحيدا الآية لا خلاف بين المفسرين ان هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي فروي انه كان يلقب الوحيد اي لانه لا نظيرا له في ماله وشرفه في بيته فذكر الوحيد في جملة النعم التي اعطي وان لم يثبت هذا فقوله تعالى خلقت وحيدا معناه منفردا قليلا ذليلا والمال الممدود قال مجاهد وابن جبير هو الف دينار وقال سفيان بلغني انه اربعة ءالالف وقاله قتادة وقيل عشرة ءالالف دينار قال ع وهذا مد في العدد وقال عمر بن الخطاب المال الممدود الزيع المستغل مشاهرة
وبنين شهودا اي حضورا قيل عشرة وقيل ثلاثة عشر قال الثعلبي اسلم منهم ثلاثة خالد بن الوليد وهشام وعمارة قالوا فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك انتهى
ومهدت له تمهيدا قال سفيان المعنى بسطت له العيش بسطا
وقوله تعالى كلا ردع وزجر له على امنيته وأرهقه معناه اكلفه بمشقة وعسر وصعود عقبة في نار جهنم روى ذلك ابو سعيد الخدري عن النبي ص - كلما وضع عليها شيء من الانسان ذاب ثم يعود والصعود في اللغة العقبة الشاقة
وقوله تعالى مخبرا عن الوليد انه فكر وقدر الاية روى جمهور من المفسرين ان الوليد سمع من القرءان ما اعجبه ومدحه ثم سمع كذلك مرارا حتى كاد ان يقارب الاسلام وقال والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الانس ولا هو من كلام الجن ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه يعلو وما يعلى فقالت قريش صبأ الوليد والله لتصبأن قريش فقال ابو جهل انا اكفيكموه فحاجه


الصفحة التالية
Icon