الحواري شكوت الى ابي سليمان الداراني الوسواس فقال اذا اردت ان ينقطع عنك فاي وقت احسست به فافرح فانك اذا فرحت به انقطع عنك لانه ليس شيء ابغض الى الشيطان من سرور المؤمن وان اغتممت به زادك ت وهذا مما يؤيد ما قاله بعض الائمة ان الوسواس انما يبتلى به من كمل ايمانه فان اللص لا يقصد بيتا خربا انتهى ت ورأيت في مختصر الطبري نحو هذا
وقوله تعالى من الجنة يعنى الشياطين ويظهر ان يكون قوله والناس يراد به من يوسوس بخدعة من الشر ويدعو الى الباطل فهو في ذلك كالشيطان قال احمد بن نصر الداودي وعن ابن جريح من الجنة والناس قال انهما وسواسان فوسواس من الجنة ووسواس من نفس الانسان انتهى وفي الحديث الصحيح ان النبي ص - كان اذا اوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما من رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات صلى الله عليه وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما
يقول العبد الفقير الى الله تعالى عبدالرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي لطف الله به في الدارين قد يسر الله عز و جل في اتمام تلخيص هذا المختصر
وقد اودعته بحول الله جزيلا من الدرر
قد استوعبت فيه بحمد الله مهمات ابن عطية واسقطت كثيرا من التكرار وما كان من الشواذ في غاية الوهي وزدت من غيره جواهر ونفائس لا يستغنى عنها مميزة معزوة لمحالها منقولة بالفاظها وتوخيت في جميع ذلك الصدق والصواب
والى الله ارغب في جزيل الثواب
وقد نبهت بعض تنبيه وعرفت بايام رحلتى في طلب العلم بعض تعريف عند ختمى لتفسير سورة الشورى فلينظر هناك والله المسئول ان يجعل هذا السعي منا خالصا لوجهه وعملا صالحا يقربنا الى مرضاته ومن وجد في هذا