أهل الجاهلية قالوا وما ينفعنا الاسلام ونحن قد زنينا وقتلنا النفس واتينا كل كبيرة فنزلت الآية فيهم وقال علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عمر هذه ارجى آية في القرآن وروى ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية يا عبادي وأسرفوا معناه افرطوا والقنط أعظم اليأس وقرأ نافع والجمهور تقنطوا بفتح النون قال أبو حاتم فيلزمهم أن يقرءوا من بعد ما قنطوا بكسرها ولم يقرأ به أحد وقرأ أبو عمرو تقنطوا بالكسر وقوله أن الله يغفر الذنوب جميعا عموم بمعنى الخصوص لأن الشرك ليس بداخل في الآية اجماعا وهي أيضا في المعاصي مقيدة بالمشيئة وروي أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ أن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي وقرأ ابن مسعود أن الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء وأنيبوا معناه ارجعوا وقوله سبحانه واتبعوا أحسن معناه أن القرآن العزيز تضمن عقائد نيرة وأوامر ونواهي منجية وعدات على الطاعات والبر وتضمن أيضا حدودا على المعاصي ووعيدا على بعضها فالأحسن للمرء أن يسلك طريق الطاعة والانتهاء عن المعصية والعفو في الأمور ونحو ذلك من أن يسلك طريق الغفلة والمعصية فيحد أو يقع تحت الوعيد فهذا المعنى هو المقصود بأحسن وليس المعنى أن بعض القرآن أحسن من بعض من حيث هو قرآن ت وروى أبو بكر بن الخطيب بسنده عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قول الله عز و جل يا حسرتي قال الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم من الجنة قال فهي الحسرة انتهى وقوله فرطت في جنب الله أي في جهة طاعته وتضييع شريعته والايمان به وقال مجاهد في جنب الله أي في أمر الله وقول الكافر وان كنت لمن الساخرين ندامة على استهزائه بأمر الله تعالى وكرة مصدر من كريكر وهذا الكون في هذه الآية داخل في التمني وباقي الآية أنواره لائحة وحججه واضحة ثم خاطب تعالى نبيه بخبر ما


الصفحة التالية
Icon