آل عمران ٧ - ١١
تعالى عليهم بالإيمان على التسليم واعتقاد الحقية بلا تكييف وفائدة إنزال المتشابه الإيمان به واعتقاد حقية ما أراد الله به ومعرفة قصور إفهام البشر عن الوقوف على مالم يجعل لهم إليه سبيلا ويعضده قراءة أبي ويقول الراسخون وعبد الله أن تأويله إلا عند الله ومنهم من لا يقف عليه ويقول بأن الراسخين فى العلم يعلمون المتشابه ويقولون كلام مستأنف موضح لحال الراسخين بمعنى هؤلاء العالمون بالتأويل يقولون آمنا به أى بالمتشابه أو بالكتاب كل من متشابهه ومحكمه من عند ربنا من عند الله الحكيم الذي لا يتناقض كلامه وما يذكر وما يتعظ وأصله يتذكر إلا أولوا الألباب أصحاب العقول وهو مدح للراسخين بالقاء الذهن وحسن التامل وقيل يقولون حال من الراسخين ربنا لا تزغ قلوبنا لا تملها عن الحق بخلق الميل فى القلوب بعد إذ هديتنا للعمل بالمحكم والتسليم للمتشابه وهب لنا من لدنك رحمة من عندك نعمة بالتوفيق والتثبيت إنك أنت الوهاب كثير الهبة و الآية من مقول الراسخين ويحتمل الاستئناف أى قولوها وكذلك التى بعدها وهى ربنا إنك جامع الناس ليوم أى تجمعهم لحساب يوم ولجزاء يوم لا ريب فيه لا شك فى وقوعه إن الله لا يخلف الميعاد الموعد والمعنى أن الإلهية تنافى خلف الميعاد كقولك إن الجواد لا يخيب سائله أى لا يخلف ما وعد المسلمين والكافرين من الثواب والعقاب إن الذين كفروا برسول الله لن تغنى تنفع أو تدفع عنهم اموالهم و لا أولادهم من الله من عذابه شيئا من الأشياء وأولئك هم وقود النار حطبها كداب آل فرعون والذين من قبلهم الدأب مصدر دأب فى العمل إذا كدح فيه فوضع موضع ما عليه الإنسان من شأنه وحاله والكاف مرفوع المحل تقديره دأب هؤلاء الكفرة فى تكذيب الحق كدأب من قبلهم من آل فرعون وغيرهم أو منصوب المحل بلن تغنى أى لن تغنى عنهم مثل مالم تغن عن أولئك كدأب بلا همز حيث كان أبو عمرو كذبوا بآياتنا تفسير لدأبهم مما فعلوا أو فعل بهم على أنه جواب سؤال مقدر من حالهم ويجوز أن يكون حالا أى قد كذبوا فأخذهم الله بذنوبهم بسبب ذنوبهم يقال أخذته بكذا أى جازيته عليه


الصفحة التالية
Icon