آل عمران ١١ - ١٤
والله شدشد العقاب شديد عقابه فالإضافة غير محضة قل للذين كفورا هم مشكرو مكة ستغلبون يوم بدر وتحشرون إلى جهنم من الجهنام وهى بئر عميقة بالياء فيها حمزة وعلى وبئس المهاد المستقر جهنم قد كان لكم آية الخطاب لمشركى قريش فى فئتين التقتا يوم بدر فئة تقاتل فى سبيل الله وهم المؤمنون وأخرى وفئة أخرى كافرة يرونهم مثليهم يرى المشركون المسلمين مثلى عدد المشركين ألفين أو مثلى عدد المسلمين ستمائة ونيفا وعشرين أراهم الله إياهم مع قلتهم اضعافهم ليهابوهم ويجبنوا عن قتالهم ترونهم نافع أى ترون يا مشركى قريش المسلمين مثلى فئتكم الكافرة أو مثلى أنفسهم ولا يناقض هذا ما قال فى سورة الانفال ويقللكم فى اعينهم لأنهم قللوا أولا فى أعينهم حتى اجترءوا عليهم فلما اجتمعوا كثروا فى أعينهم حتى غلبوا فكان التقليل والتكثير فى حالتين مختلفتين ونظيره من المحمول على اختلاف الأحوال فيؤمئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان وقفوهم أنهم مسئولون وتقليلهم تارة وتكثيرهم أخرى فى أعينهم أبلغ فى القدرة وإظهار الآية ومثليهم نصب على الحال لأنه من رؤية العين بدليل قوله رأى العين يعنى رؤية ظاهرة مكشوفة لا لبس فيها والله يؤيد بنصره من يشاء كما أيد أهل بدر بتكثيرهم فى أعين العدو إن فى ذلك فى تكثير القليل لعبرة لعظة لأولى الأبصار لذوى البصائر زين للناس المزين هو الله عند الجمهور للابتلاء كقوله إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم دليلة قراءة مجاهد زين للناس على تسمية الفاعل وعن الحسن الشيطان حب الشهوات الشهوة توقان النفس إلى الشئ جعل الأعيان التى ذكرها شهوات مبالغة فى كونها مشتهاة أو كأنه أراد تخسيسها بتسميتها شهوات إذ الشهوة مسترذلة عند الحكماء مذموم من اتبعها شاهد على نفسه بالبهيمية من النساء و الإماء داخلة فيها والبنين جمع ابن وقد يقع فى غير هذا الموضع على الذكور والإناث وهنا أريد به الذكور فهم المشتهون فى الطباع والمعدون للدفاع والقناطير جمع قنطار وهو المال الكثير قيل ملء مسك ثور أو مائة ألف دينار ولقد جاء الإسلام وبمكة مائة رجل قد قنطروا المقنطرة المنضدة أو المدفونة من الذهب والفضة سمى ذهبا لسرعة ذهابه بالإنفاق وفضة لأنها تتفرق بالإنفاق والفض التفريق والخيل سميت به لاختيالها