آل عمران ١٩ - ٢٠
رفع على الاستئناف أى هو العزيز وليس بوصف لهو لأن الضمير لا يوصف يعنى أنه العزيز الذى لا يغالب الحكيم الذى لا يعدل عن الحق إن الدين عند الله الإسلام جملة مستأنفة وقرئ أن الدين على البدل من قوله أنه لا إله إلا هو أى شهد الله أن الدين عند الله الإسلام قال عليه السلام من قرأ الآية عند منامه خلق الله تعالى منها سبعين ألف خلق يستغفرون له إلى يوم القيامة ومن قال بعدها وأنا أشهد بما شهد الله به واستودع الله هذا الشهادة وهى لى عند الله وديعة يقول الله تعالى يوم القيامة إن لعبدى عندى عهدا و انا أحق من وفى بالعهد ادخلوا عبدى الجنة وما اختلف الذين أوتوا الكتاب أى أهل الكتاب من اليهود والنصارى واختلافهم أنهم تركوا الإسلام وهو التوحيد فثلثت النصارى وقالت اليهود عزير ابن الله إلا من بعد ما جاءهم العلم أنه الحق الذى لا محيد عنه بغيا بينهم أى ما كان ذلك الاختلاف إلا حسدا بينهم وطلبا منهم للرياسة وحظوظ الدنيا واستنباع كل فريق ناسا لاشبهة فى الإسلام وقيل هو اختلافهم فى نبوة محمد عليه الصلاة و السلام حيث آمن به بعض وكفر به بعض وقيل هم النصارى واختلافهم فى أمر عيسى بعد ما جاءهم العلم أنه عبد الله ورسوله ومن يكفر بآيات الله بحججه ودلائلة فإن الله سريع الحساب سريع المجازاة فإن حاجوك فإن جادلوك فى أن دين الله الإسلام والمراد بهم وفد بنى نجران عند الجمهور فقل أسلمت وجهى لله أى أخلصت نفسى وجملتى لله وحده لم أجعل فيها لغيره شريكا بأن أعبده وأدعو إلها معه يعنى أن دينى دين التوحيد وهو الدين القويم الذى ثبتت عندكم صحته كما ثبتت عندى وما جئت بشئ بديع حتى تجادلونى فيه ونحوه قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا فهو دفع للمحاجة بأن ما هو عليه ومن معه من المؤمنين هو اليقين الذى لا شك فيه فما معنى المحاجة ومن اتبعن عطف على التاء فى أسلمت أى أسلمت أنا و من اتبعنى وحسن للمفاصل ويجوز أن يكون الواو بمعنى مع فيكون مفعولا معه ومن اتبعنى فى الحالين سهل ويعقوب وافق أبو عمرو فى الوصل وجهى مدنى وشامى وحفص والأعشى والبرجمى وقل للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى والأميين والذين لا كتاب لهم من مشركى العرب ءأسلمتم بهمزتين كوفى يعنى أنه قدأتاكم من البينات ما يقتضى حصول الإسلام فهل أسلمتم أم انتم عبد على كفركم وقيل لفظه لفظ الاستفهام أم ومعناه الأمر أى أسلموا كقوله فهل أنتم منتهون أى انتهوا فإن أسلموا فقد اهتدوا فقد أصابوا الرشد حيث خرجوا من الضلال إلى الهدى و إن تولوا فانما عليك البلاغ أى لم يضروك فإنك رسول منبه ما عليك إلا أن