آل عمران ٢٨ - ٣٠
من يشاء من عباده فهو قادر على أن ينزع الملك من العجم ويدلهم ويؤتيه العرب ويعزهم وفى بعض الكتب انا الله ملك الملوك قلوب الملوك ونواصيهم بيدى فان العباد أطاعونى جعلتهم عليم رحمة و إن العباد عصونى جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسبب الملوك ولكن توبوا إلى أعطفهم عليكم وهو معنى قوله عليه السلام كما تكونوا يولى عليكم الحى من الميت والميت من الحى بالتشديد حيث كان مدنى وكوفى غير أبى بكر لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء نهوا أن يوالوا الكافرين لقرابة بينهم أو لصداقة قبل الإسلام أو غير ذلك وقد قرر ذلك فى القرآن والمحبة فى الله والبغض في الله باب عظيم فى الإيمان من دون المؤمنين يعنى أن لكم موالاة المؤمنين مندوحة عن موالاة الكافرين فلا تؤثروهم عليهم ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شيء أى ومن يوال الكفرة فليس من ولاية الله فى شيء لأن موالاة الولى وموالاة عدوه متنافيان إلا أن تتقوا منهم تقاة إلا أن تخافوا من جهتهم أمرا يجب اتقاؤه أى إلا أن يكون للكافر عليك سلطان فتخافه على نفسك ومالك فحينذ يجوز لك إظهار الموالاة وإبطال المعاداة ويحذركم الله نفسه أى ذاته فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه وهذا وعيد شديد و إلى الله المصير أى مصيركم إليه والعذاب معد لديه وهو وعيد آخر قل أن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه من ولاية الكفار أو غيرها مما لا يرضى الله يعلمه الله ولم يخف عليه وهو أبلغ وعيد ويعلم ما فى السموات وما وفى الأرض استئناف وليس بمعطوف على جواب الشرط أى هو الذى يعلم ما فى السموات وما فى الأرض فلا يخفى عليه سركم وعلنكم والله على كل شيء قدير فيكون قادرا على عقوبتكم يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا يوم منصوب بتودوا الضمير فيه بينه لليوم أى يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرها حاضرين تتمنى لو أن بينهما وبين ذلك اليوم وهو له أمدا بعيدا أى مسافة بعيدة أو باذكر ويقع تجد على ما عملت وحده ويرتفع وما عملت على الابتداء وتود خبره أى والذى عملته من سوء تودهى لو تباعد ما بينها وبينه ولا يصح أن تكون ما شرطية لارتفاع تود نعم الرفع جائز إذا كان الشرط ماضيا لكن الجزم هوالكثير وعن المبرد أن الرفع شاذ وكرر قوله