آل عمران ٣٠ - ٣٥
ويحذركم الله نفسه ليكون على بال منهم لا يغفلون عنه والله رءوف بالعباد ومن رأفته بهم أن حذرهم نفسه حتى لا يتعرضوا لسخطه ويجوز أن يريد أنه مع كونه محذورا لكمال قدرته مرجو لسعة رحمته كقوله تعالى إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ونزل حين قال اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله محبة العبد لله إيثار طاعته على غير ذلك ومحبة الله العبد أن يرضى عنه ويحمد فعله وعن الحسن زعم اقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فمن ادعى محبته وخالف سنة رسوله فهو كذاب وكتاب الله يكذبه وقيل محبة الله معرفته ودوام خشيته ودوام اشتغال القلب به وبذكره ودوام الأنس به وقيل هى اتباع النبى عليه السلام فى أقواله وأفعاله وأحواله إلا ما خص به وقيل علامة المحبة أن يكون دائم التفكير كثير الخلوة دائم الصمت لا يبصر إذا نظر ولا يسمع إذا نودى ولا يحزن إذا أصيب ولا يفرح إذا اصاب ولا يخشى أحدا ولا يرجوه ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول قيل هى علامة المحبة فان تولوا أعرضوا عن قبول الطاعة ويحتمل أن يكون مضارعا أى فان تتولوا فان الله لا يحب الكافرين أى لا يحبهم إن الله اصطفى اختار آدم أبا البشر ونوحا شيخ المرسلين وآل إبراهيم إسماعيل وإسحق وأولادهما وآل عمران موسى وهرون هما ابنا عمران بن يصهر وقيل عيسى ومريم بنت عمران بن ماثان وبين العمرانين ألف وثمانمائة سنة على العالمين على عالمى زمانهم ذرية بدل من آل إبراهيم وآل عمران بعضها من بعض مبتدأ وخبره فى موضع النصب صفة لذرية يعنى أن الآلين ذرية واحدة متسلسلة بعضها متشعب من بعض موسى وهرون من عمران وعمران من يصهر ويصهر من قاهث وقاهث من لاوى ولاوى من يعقوب ويعقوب من إسحق وكذلك عيسى بن مريم بنت عمران بن ماثار وهو يتصل بيهودا بن يعقوب بن إسحق وقد دخل فى آل إبراهيم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقيل بعضها من بعض فى الدين والله سميع عليم يعلم من يصلح للاصطفاء أو سميع عليم لقول امرأة عمران ونيتها إذ قالت وإذ منصوب به أو باضمار اذكر امرأة عمران هى امرأة عمران بن ماثان أم مريم جدة عيسى وهى حنة بنت فاقوذا رب إنى نذرت لك أوجبت ما فى بطنى محررا هو حال من ما وهى


الصفحة التالية
Icon